مقدمة:

 صممت كنيسه مار انطونيوس البدواني -الكبيرة- باحترام خطوط عريضة كالبساطة والشفافية والتجرد من الابتذال والتكلف، هادفة الى التقرب من مفهوم العهد الجديد وتعاليم سيدنا يسوع المسيح البسيطة والعميقة،  متاثرة بطريقه عيش، صلاة، وممارسة الطقوس الدينية لأب الطائفة مار مارون الذي بشر، قدس، وصلى في العراء. كما تاثرت بالكنيسة القديمة ، الكنيسة الأم، البسيطة  الخشوعية التي وبرأيي هي من اقرب واصدق التصاميم للكنائس المارونية الصرف، البعيدة عن التدخلات والتاثيرات الهندسية الخارجية للديانات أو الطوائف الاخرى، والأقرب الينا ، لطريقة عيشنا ولمنازلنا القديمة.

التصميم الخارجي:

• المدخل الخارجي للواجهة الشمالية (صور رقم 8-2-4 ) توسط جسم الكنيسة النصف دائري الذي احتضنه بزجاج شفاف من الارض للسقف خالقا علاقة مباشرة بين أبناء الرعية والخارج وبيت الله والداخل . ان المسيح ولد بيننا وغَيَّر مفهوم العلاقة والتواصل بين الشعوب والاله اذ أصبحت العلاقة مباشرة بين الأب وأبناءه.
• الصليب : المسيح هو نقطة وصل وفصل تاريخية وروحية بين العهد القديم والعهد الجديد فجاء تصميم الصليب عند الواجهة الشمالية جامعاً لجسم الكنيسة بقسمه الشرقي وقسمه الغربي، متوسطا ومتموقعاً حجر الزاوية عند جسم الكنيسة العلوي فاصلاً العهد القديم عن الجديد مؤكدا بصليبه على تغيير مسار التاريخ القديم و بدء عهد جديد لا ينقد سلفه بل يلتحم معه بالصليب.
• الواجهات الشرقية والغربية (صور رقم 9 -10 ) تميزت كل منها باثنتي عشرة فتحة “على عدد تلاميذ المسيح”  تبدأ من أسفل الشبابيك وتكمل لمستوى أعلى من الكنيسة تستمد النور من العلى وتنير به الداخل.  داخل الفتحات ومن الناحية الخارجية  قواطع من الريزين Resine او الالمنيوم   Aliminium تعمل كحواجب لأشعة الشمس، اما الشبابيك فصممت بزجاج ملون  vitrail   لادخال النور من الخارج بالوان مختلفة وخلق جو من الخشوع داخل الكنيسة.

التصميم الداخلي:

 داخل الكنيسة (صور رقم 1 -7 ) جاء معقود بالحجر المبوز وهو ما برع فيه أجدادنا و ما بنيت به غالبية الكنائس المارونية القديمة، كما والكنيسة الاساس للرعية. فعدل تصميم هيكل الكنيسة بقنطرة معقودة واحدة جامعة لستة قناطر صغيرة عن يسار المذبح وستة عن يمينه  تأخذنا الى لوحة العشاء السرّي حين تموضع التلاميذ ستة عن يمين المسيح وستة عن يساره. كما صمم المذبح من الصخر المبوز بطول 5 امتار(صورة رقم 11 ) تحت القناطر الثلاثة المتحدة فوقه ممثلة الاقانيم الثلاث التي نذكرها تباعا وتكراراً في صلواتنا كما في تصاميمنا.  فحائط المذبح يعود ويكرر حضور الثالوث باقسامه الثلاثة والوانه الفاتحة والنقية  “بما أن المسيح هو النور” وتمتد هذه الاقسام الثلاثة الى العلى لا نرى نهايتها،  و ياتي النورالطبيعي من فتحة في السقف الأعلى فوق المذبح دلالة ان النور ياتي من العلى. اما بيت القربان فتموقع داخل القسم الشرقي بطريقة مخفية كما وان صليب كبير(صورة رقم 11 ) حفرفي صخر القسم الاوسط في الجزء الاعلى منه. كما ان نظام تهوئة طبيعي للكنيسة صمم عن طريق فتحة كبيرة فوق المذبح تسحب الهواء الساخن الى الخارج عند فتحها فيدخل الهواء النقي البارد من الابواب والنوافذ في الجزء السفلي من الطابق الارضي للكنيسة.

العلاقة بين الكنيسة القديمة والكنيسة الجديدة:

ان علاقة مباشرة صممت بين الكنيسة القديمة والكنيسة الجديدة واحترمت على اكمل وجه وعلى جميع الأصعدة فجاء التصميم بسيط للكنيسة الجديدة واعتمد الحجر المعقود للداخل كما صممت ارضيات الكنيستين بنفس المستوى من دون اي عوائق أو أدراج  وفتحت ابواب المدخل الشرقي للجديدة والمدخل الغربي للقديمة على بعضهما البعض لمرور المؤمنين خلال الزياحات بالكنيستين واستمرار العلاقة بين الكنيسة القديمة والجديدة ومن خلالهما أستذكارالتراث القديم ومن خلاله اباؤنا ومن ثم الحاضر ومن خلاله أبناؤنا. تتصل الكنيستين ببعضهما البعض بسقف الباطون فصممت فتحة بشكل دائري مع سقف بهيكل حديدي يغطيه قبة من البوليكربونات   polycarbonate كما  وممر مسقوف (صور رقم 4-5 )  بهيكل معدني ملبس بالخشب ومغطى بالزجاج  tempered triplex    لهدفين:

– اولهما اظهار جميع تفاصيل الكنيسة القديمة واحترامها لانها معلم تاريخي.

– وثانيهما لادخال النور الطبيعي الكافي الى القسم الواقع بين الكنيستين.

برج الجرس:

اما برج الجرس (صور رقم 5-8-9 ) و كما يظهر في الخرائط فصمم شبيه ببرج الكنيسة القديمة وبطريقة مبسطة لأن وظيفته في كنيستنا لم تكن دفاعية ولا للاستعلاء ولم تكن ابراج شاهقة للدلالة خاصة في الجبال لأن غالبية كنائسنا بنيت على التلال فحُصرت وظيفتها بحمل الأجراس وبالتالي دعوة المؤمنين للصلاة عند قرعها. وتشكل جسمها من أربعة أعمدة يكمل نصفها الى الارض قرب المدخل والقسم الاخر يحتضن الكنيسة الجديدة مع جرسين واحد يعمل اوتوماتيكيا واخر يدويا تقليديا.

يبقى ان نشكر سيادة المطارنة والكهنة وابناء الرعية والبلدة واللجان والمهندسين والمساحين والعمال والمعلمين والمساهمين الذين شاركوا في بناء بيت الصلاة لله في رعيتنا مار انطونيوس نجد وضيعتنا كفردبيان.